اياد مهدي عباس …
جميع المؤشرات والتصريحات التي يطلقها المراقبون تشير الى حقيقة واحدة، هي أن العالم كله يعاني من تداعيات انتشار مرض كورونا، فجميع دول العالم أصبحت لديها مشاكل اقتصادية وصحية واجتماعية بسبب التهديدات التي يشكلها هذا المرض، والإجراءات التي اتخذتها الدول لإيقافه .
الولايات المتحدة الأميركية التي تعد الأقوى بين دول العالم أصبحت تعلن عن خسائرها الاقتصادية والبشرية وتطلب المساعدة، فضلا عن دول متقدمة صحيا كإيطاليا وإسبانيا ودول أخرى، تحاول الكوادر الطبية فيها الوصول الى لقاح أو دواء يمكن أن يعجل في إنهاء التدهور الكبير في جوانب الحياة الاقتصادية والاجتماعية والصحية .
ما يحدث اليوم أن الدول تتخذ إجراءات صحية وأمنية خاصة بها وبما يخدم مصالحها بمعزل عن الدول الأخرى، وتفكير السلطات في تلك الدول في قضية حفظ أرواح المواطنين المحليين من أبناء البلد، من دون التفكير بالآخرين من الأجانب العالقين في بلدانها من الطلبة الدارسين أو السواح أو المهاجرين واللاجئين، وهذا خطأ كبير لا يمكن أن يستمر، فالوباء يهدد جميع البشر على مختلف هوياتهم وانتماءاتهم، وعلينا أن نتوحد جميعا في مواجهته، وأن نتعامل بإنسانية مع كل شخص مهدد بالإصابة بالمرض .
وبالمقابل نجد ان هناك جهودا دولية إيجابية تقدمها بعض الدول كالصين، تصب في مصلحة الشعوب الأخرى، في إعمام التجربة الناجحة في تحجيم الوباء، وتقديم العون الطبي للدول الأخرى، وهذه المواقف تعزز الروابط الإنسانية بين الشعوب والدول, وحينما نراقب الأحداث وتسلسلها الزمني، لابد من القول إن العالم اليوم بأمس الحاجة الى تكاتف الجهود في مواجهة الوباء الذي يفتك بالبشرية من دون تمييز، وأصبحت الحاجة ملحة لتشكيل خلية أزمة دولية يشارك فيها جميع الخبراء من مختلف الدول، وإنشاء صندوق دولي تشارك فيه جميع الدول والمنظمات، لدعم جهود منظمة الصحة العالمية، وتوحيد الجهود لاكتشاف لقاح من أجل إنهاء الأزمة وعودة الحياة الى سابق عهدها وإصلاح ما يمكن إصلاحه .
إن العراق مطالب اليوم بالتواصل مع المحيط الخارجي، والعمل على استيراد التجهيزات الطبية، والتعرف على آخر ما وصلت اليه تجارب الدول الاخرى في مقاومة ومواجهة كورونا، وهذه مسؤولية الحكومة وخلية الازمة التي تم تشكيلها للقيام بواجباتها في حماية أرواح المواطنين، من خلال توفير جميع مستلزمات مواجهة الوباء .
ما نريد أن نقوله هنا هو أن فايروس كورونا أرسل رسالة الى العالم، مفادها أن الجميع في مركب واحد يمكن أن يغرق فيموت الجميع، وان البشرية اليوم في امتحان صعب، فلا يمكن مواجهة كورونا بشكل منفرد، لأن تداعيات الأزمة ستطول جميع دول العالم، حتى تلك التي لن يصلها كورونا، والسبب بسيط للغاية، هو أن تداعيات كورونا الاقتصادية والاجتماعية تهدد الجميع بدون استثناء، ما يتطلب من الجميع موقفا موحدا من خلال إرادة حقيقية لحماية البشرية من تهديد خطير يهدد الجميع .
Post Views: 1٬828