فاضل الحلو …
شهدت بغداد الأسبوع الماضي عملية لاختطاف الناشطة المدنية السيدة هيلا مويس ( ألمانية الجنسية) ، التي تعمل مديرة القسم الثقافي في معهد غوتا الألماني في العراق من قبل مجموعة مسلحة وسط أهم شوارع العاصمة وفي وضح النهار وأمام المواطنين وأمام عدسات الكاميرات التي سجلت عملية الاختطاف.
عملية اختطاف الناشطة الألمانية هيلا، التي يحلو لأصدقائها أن يسموها “هيلة وهو اسم عراقي محبب مشتق من حب الهال “الهيل باللهجة العراقية”، حيث يصفها بعضهم في وسائل التواصل الاجتماعي بعاشقة بغداد.
حيث تميزت تلك العاشقة “بحبها لبغداد منذ زيارتها الأولى عام 2010، عندما حضرت برفقة فرقة مسرحية من ألمانيا، ثم تكررت زيارتها لبغداد وكانت تعمل على التخطيط لمشاريع فنية مشتركة.
ومشروع “تركيب” الذي أسسته في العراق عام 2015 قدم أول عروضه حيث حقق أصداء كبيرة أسهم في تحقيق حلم عشرات الشباب ليقدموا مشاريعهم الفنية وعروضهم.
الالمانية هيلا عملت باجتهاد كبير لكي يتحول “تركيب” إلى منظمة محلية ومركز لتدريب الفنون وكانت تعمل طوال النهار لتبني هذا المشروع لدعم مشاريع الشباب الفنية.
ومما تجدر الاشارة اليه فان اليوم هناك العشرات أو المئات ممن حظوا بهذه الفرصة وقدموا أعمالهم أو وجدوا مكانا يتعلمون فيه الموسيقى أو اللغة.
وعملية الخطف هذه تجعلنا امام مفترق يحمل لافتة عريضة تطالب بحصر السلاح بيد الدولة، مع حظر فعلي لكل مجموعة مسلحة خارج إطار القوات الامنية .
كما تؤكد هذه العملية على مؤشر أمني خطير على عدم قدرة الحكومة العراقية والقوات الأمنية في حماية الرعايا الأجانب المتواجدين في العراق بشكل رسمي والذين يقدمون خدمات إنسانية وثقافية مستمرة للشعب العراقي في ظروف أحوج ما يكون الشعب إليها.
اليوم الحكومة العراقية ملزمة بالمضي قدما من أجل بسط سلطة القانون، بعد تأريخ مليء بالمصاعب والمصائب والانفلات، مع مجتمع تواق للحرية وللسلام والدولة التي يحكمها القانون.
Post Views: 1٬374