دردشة مع العقلاء

0
496


د.حميد الطرفي…

– عندما يصل عدد الزوار العراقيين الى عشرة ملايين(على أقل تقدير) فلا غرابة ان تجد بينهم الفاً أو أكثر بقليل يأتون لأغراض دنيئة فلا ننشر دناءتهم لتعكر صفو وسلامة نوايا الأكثرية فهم أحق بنشر مآثرهم .

– وعندما يحط برحاب كربلاء تسعة آلاف موكب خدمي يقدم كل سبل الراحة لخمسة عشر مليون زائر عراقي وأجنبي فلا ينبغي أن نقف عند تصرف خاطئ لخمسة أو عشرة مواكب لنثير بذلك الرأي العام أو نأخذ قدم السبق الصحفي ومن باب خالف تعرف ، فثمانية آلاف وتسعمائة وتسعون موكباً موكب لهم الحق علينا ان نخبر الجهات المسؤولة بهذا الخرق أو ذاك لكي تعالجه وفق السياقات بعيداً عن الشحن والبغضاء وتعكير المزاج العام .

– وعندما يَقدِم اليك خمسة ملايين زائر اجنبي فمن الطبيعي أن تجد بينهم مائة أو مائتين قد جاءوا لنوايا سيئة كالسرقة أو التجارة المحرمة ، فحين تكتشف احدهم لا ينبغي ان تعكر مزاج الملايين الذين يتوقون لسمو الروح بهذا العشق الحسيني الذي يفيض كرامة ومجداً وقيماً ومُثُلاً تنشر الخبر وكأنك اخترعت العجلة ، أو فلقت نواة الذرة ، فأخبر قوى الامن بذلك لتتخذ الاجراء اللازم .

– طاقة المدينة -اعني كربلاء- للاستيعاب وطاقة مواصلاتنا وبنانا التحتية الاخرى من ماء وكهرباء وابنية يتم تحديدها من جهات متخصصة ومسؤولة عليها ان تكون شجاعة في ايضاح ذلك للدول كل الدول وعلى رأسهم الجمهورية الاسلامية في ايران ، أما نشر سلبية هنا وهناك لرعايا دولة بعينها فلا نحسن النية بناشريها بأن دوافعهم كانت وطنية وراء هذا النشر .

– خمسة وتسعون بالمائة مما ينفق على الزائرين العراقيين والأجانب يقدمه الأهالي ،تبرعات عن طيب خاطر وشعور بسعادة غامرة ، نتمنى ان لا يكون فيه اسراف أو تبذير ، وهي على العراقيين حلالاً طيباً فمن ترك وجبته الغذائية في البصرة اكلها في ذي قار من أخيه المتبرع ووفرها هناك ، ومن وفرها في ذي قار اكلها في السماوة وهكذا فلا ضياع للعملة الصعبة ولا هدر ، نعم هناك خدمة الاجانب ‎ وخاصة الجمهورية الاسلامية في ايران -ولظروف الحصار- والدنيا تدور ، وإلا كان الزوار الايرانيون ينعشون السوق العراقي بملايين الدولارات يوم كانت عملتهم مقاربة للعملة العراقية ومع كل هذه الظروف فلن يخرجوا بأيد خالية .

– وأخيراً ينبغي أن لا ننسى أن هناك تبرعات مهمة من ميسورين اجانب فتصل كعملة اجنبية الى العراق وتساهم في حركة السوق ، ناهيك عن الميسورين من كل دول العالم الذين يحجزون الفنادق والبيوت والشقق .

– الحسين رمز روحي واخلاقي عظيم وشعائر زيارة الاربعين تقربنا منه وتشدنا اليه ونحن بأمس الحاجة لأن نحياه في ضمائرنا وارواحنا في مثل هذا الظرف العصيب الذي يمر به العراق ، فلا أظن أن محبَّهُ يزوره اليوم ويبغضُ محبَّهُ الآخر غداً فصديق صديقي صديقي .

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here