د. أحمد الساعدي
لقد اتّخذت مسرحيةُ القافاتِ مكانةً مرموقةً في تاريخِ المسرحِ العراقيّ، حيثُ مثّلتْ ثورةً فنيةً ضدّ نظامِ صدامِ حسينَ الاستبداديّ.
لقد وظّفتْ المسرحيةُ لغةَ القافاتِ كسلاحٍ فعّالٍ لكشفِ زيفِ مقولةِ “الزمنِ الجميلِ” التي يروج لها منتفعين النظام السابق وجهلتهم.
فمن خلالِ سياقِها المُتقَنِ وأداءِ ممثليها المُبدعِ، نجحتْ مسرحيةُ القافاتِ في فضحِ ممارساتِ النظامِ القمعيةِ وانتهاكاتِهِ لحقوقِ الإنسانِ، كشفِ أكاذيبِ النظامِ والدعايةِ التي روّجَ لها لتضليلِ الشعبِ العراقيّ. وإظهارِ الواقعِ المُظلمِ الذي عاشهُ الشعبُ العراقيّ تحتَ حكمِ النظامِ البعثيّ القذر، وكذلك إحياءِ روحِ المقاومةِ والثورةِ ضدّ الظلمِ والطغيانِ.
لقد مثّلتْ مسرحيةُ القافاتِ صرخةً مدويةً في وجهِ الانطمة الاستبدادية وعبّرتْ عنْ رفضِ الشعبِ العراقيّ للظلمِ والاضطهادِ. لقد أيقظتْ المسرحيةُ الوعيَ لدى الشعبِ وحرّكتْ مشاعرهُ الوطنيةَ، ممّا ساهمَ في تصاعدِ حركاتِ الاحتجاجِ ضدّ نظام البعث الصدامي العفلقي المريض بالتخلف والرجعية والارهاب.
لا شكّ أنّ مسرحيةَ القافاتِ كانتْ علامةً فارقةً في تاريخِ الفن المسرحي ضدّ النظامِ البعثيّ. لقد جسّدتْ المسرحيةُ إبداعَ الفنانِ العراقيّ وانتماءَهُ لوطنهِ، وعبّرتْ عنْ رفضِهِ للظلمِ والطغيانِ.
إنّنا نُشيدُ بكلّ من ساهمَ في إنجاحِ هذهِ المسرحيةِ، منْ ممثلينَ ومخرجينَ وكتابٍ وفنيّينَ، وجمهور مؤيد ورافض السلطات الاستبدادية، لقد كانَتْ مسرحيةُ القافاتِ صرخةً مدويةً في وجهِ الظلمِ، ورمزًا للحرّيةِ والكرامةِ.
عاش السجناء السياسيين الاحرار فهم مفخرة الوطن في تاريخ العراق المعاصر.
للاطلاع على التقرير الخبري الخاص بالمسرحية
Post Views: 701