طائر الفينيق الإيراني ينهض من الرماد

0
48


فاضل الحلو

 

لطالما حاول الكيان الصهيوني فرض معادلة القوة والهيمنة في المنطقة، معتمداً على دعم غير محدود من القوى الغربية وتفوقه العسكري والتقني، لكن مشهد المواجهة تغيّر جذرياً مع صعود إيران كقوة إقليمية لا يمكن تجاوزها، بل وتُحسب لها ألف حساب، ففي السنوات الأخيرة، أثبتت طهران أنها ليست مجرد لاعب سياسي، بل طائر فينيق ينهض من تحت الرماد ليعيد رسم موازين القوة في الشرق الأوسط.

تحوّل استراتيجي لا يمكن تجاهله

من خلال تطوير صناعاتها العسكرية وتوسيع نفوذها الإقليمي، كسرت إيران واحدة من أكبر “المحرمات الجيوسياسية” في المنطقة: الرد المباشر على اعتداءات الكيان الصهيوني، وقد رأينا ذلك جليًا في الردود النوعية التي طالت عمق الكيان، سواء عبر حلفاء طهران في محور المقاومة أو من خلال قدراتها الذاتية.

ما كان يُعتبر في السابق “خطاً أحمر” بات اليوم ماضياً، الغارات الجوية الصهيونية على أهداف إيرانية لم تعد تمر دون رد، بل إن الرأي العام الإسرائيلي بات يدرك حجم الخطر الذي تشكله إيران، ليس فقط عسكريًا، بل كقوة فكرية وعقائدية تتحدى المشروع الصهيوني برمّته.

تآكل الردع الصهيوني

الاستراتيجية الإسرائيلية التي بنيت على التفوق المطلق والردع الكامل بدأت تتآكل. فقد أظهرت المواجهات الأخيرة – سواء في سوريا أو غزة أو لبنان – أن الكيان لم يعد قادراً على التحكم بمسار الأحداث كما كان في السابق، إيران، بشبكة تحالفاتها وخبراتها، ساهمت في نقل المعركة إلى العمق الإسرائيلي، وكسرت حاجز الخوف لدى الشعوب وقوى المقاومة.

صعود النموذج الإيراني

لم تكتفِ طهران بالدور العسكري؛ بل قدمت نموذجاً سياسياً وثقافياً قائماً على الاستقلال، والاعتماد على الذات، والتصدي للهيمنة، وهي رسالة تلقى صدى واسعاً في العالمين العربي والإسلامي، خاصة في ظل خنوع بعض الأنظمة لمحاور التطبيع والاستسلام.

هذا النموذج، الممزوج بالقوة والصبر الاستراتيجي، يشكل تهديداً وجودياً للكيان الصهيوني، لأنه لا يواجه فقط صواريخ، بل عقيدة راسخة ومشروعاً حضارياً متكاملاً.

 زمن الغطرسة قد ولّى

لم يعد الكيان الصهيوني “لا يُقهر”، ولم تعد المعادلة الأمنية تميل لصالحه كما في الماضي، بفضل صمود إيران وصبرها الاستراتيجي وتحالفاتها الذكية، نعيش اليوم بداية نهاية “زمن الغطرسة الصهيونية”.

طائر الفينيق الإيراني لم ينهض فقط من الرماد، بل أصبح شعلةً تُضيء درب الشعوب الحرة نحو التحرر، وتُعلن بوضوح: أن زمن الهيمنة انتهى… وأن الكرامة لا تُقصف ولا تُساوَم.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here