معركة الـ12 يومًا: صعود إيران كلاعب إقليمي حاسم

0
42


فاضل الحلو

في ظرف لم يتجاوز اثني عشر يومًا، شهد الشرق الأوسط واحدة من أكثر المحطات حساسية في ميزان القوى، حين تعرض الكيان الصهيوني لسلسلة من الضربات والتحديات التي كشفت، على غير العادة، عن عمق هشاشته الاستراتيجية. في المقابل، برزت إيران كطرف قادر على تغيير قواعد الاشتباك، مستعرضة قدرتها على التأثير السياسي والعسكري في المنطقة.

الرد الإيراني: رسائل أبعد من الصواريخ

لم تكن الضربات الصاروخية والطائرات المسيّرة التي أطلقتها إيران مجرد رد فعل ، بل كانت رسالة مركبة الأبعاد:

  • عسكرية: لأول مرة، تصل صواريخ إيرانية مباشرة إلى العمق الإسرائيلي، دون أن تتمكن منظومة “القبة الحديدية” من صدها بالكامل.

  • سياسية: أظهرت إيران استعدادها لفرض قواعد جديدة على مستوى الردع دون المرور عبر وكلائها.

  • إعلامية ومعنوية: تم نقل الحدث لحظة بلحظة، ما عرّى كثيرًا من مبالغات “الهيبة الإسرائيلية”.

أين ذهبت صورة ردع  الكيان؟

لطالما روّجت تل أبيب لتفوقها الاستخباراتي وقدرتها على الردع، لكن خلال هذه الأزمة:

  • فشلت في منع الهجوم رغم التهديدات المسبقة.

  • لم تستطع تقديم رد مماثل يوازي حجم الضربة الإيرانية.

  • اضطرت للاعتماد على الحلفاء (الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا) في التصدي، مما قلل من صورة تفوقها الاستراتيجي الذاتي.

الحسابات الإقليمية تتغير

أظهرت الأحداث أن معادلات الصراع القديمة بدأت تتغير:

  • دول الخليج لم تنخرط في الصراع، وفضّلت الحياد الهادئ، وهو مؤشر على تحول أولويات الأمن الإقليمي.

  • الولايات المتحدة لم تدفع باتجاه تصعيد شامل، رغم العلاقة الوثيقة مع الكيان اللقيط ، ما يبرز براغماتية جديدة في تعاملها مع التوازنات.

 إيران لاعب لا يمكن تجاهله

12 يومًا فقط، كانت كفيلة بإعادة تشكيل التصورات. صحيح أن الكيان ما زال يملك تفوقًا تكنولوجيًا ، إلا أن التفوق النفسي والسياسي لم يعد كما كان، أما إيران، فقد أثبتت أنها خصم بحجم دولة، لا مجرد داعم لوكلاء.

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here