
عبد حسن المسعراوي …
لاشك ان من يسلك طريق رفض الظلم يعرف جيدا ما ينتظره من مصير مجهول ومرعب من الطغاة ، ولا اسهب في القول , إن تحمّلهم لمسؤولياتهم التاريخية وشعورهم بمعاناة الشعب ، جعلهم يبذلون أقصى ما باستطاعتهم من قيم الشهامة والتضحية والفداء ، وبصرخة لا للظلم والطاغوت وبأعلى أصواتهم نقية صافية يسمعها القاصي والداني , فكانت تضحياتهم ارجوزة أمل للأمة بالخلاص من نظام البعث المقبور ..
ومن هذا المنطلق في التسامي فوق الذات لا أعتقد أنّ أحدا يستطيع المزايدة في سوق السياسة على وطنيتهم مع علو قاماتهم في منتديات الأدب والأخلاق وتبني المبادىء ، وهم أولى بالفرح وتغمرهم السعادة حينما يشعرون أن الدولة والحكومة بوارد التخفيف عن كاهل هذا الشعب المظلوم الذي لم تدم فرحته بسقوط الصنم على مدى عقد ونيف من الزمن ، فليس في واردهم الا استذكار جهادهم وتضحياتهم ؛ ليروا شعبهم قد امتلك حريته وانسانيته اللتين صادرهما النظام الشمولي للعفالقة وبعد أن بذلوا الغالي والنفيس من أجل سيادة قانون يضع الجميع تحت مجهر عدالته ويشطب مرحلة سوداء من تاريخ ولاية بلا قانون وجرة قلم ؟؟؟
ان السجناء السياسيين والمعتقلين هم أوْلى بدعم أي تشريع يصب في مصلحة الشعب أو مقترح مشروع يأخذ طريقه بشكل تشاوري واستفاضة في المداولات قبل تقديمه ، ولا بأس باستشارة أصحاب الشأن من قبيل الالتزامات الأدبية والأخلاقية والابتعاد عن القانونية الصرفة في التعامل بمثل هذه القوانين لما فيها من مصلحة كبرى لابناء الشعب الواحد والتعالي فوق التفسيرات المتعددة مع أن الجميع يتطلع الى وحدة الهدف !!!
ومع أن قانون التأمينات الاجتماعية الذي قدمته الحكومة متخذة من صلاحياتها منطلقا ومن السبل القانونية منهجا ، والذي تأمل من خلال الموافقة عليه أن يحقق الاهداف التي من أجلها شرع وهي أهداف غاية في الروعة وهيكلية عالية المستوى تتمثل بمراكز القرار الثلاث والشرائح التي استهدفها ، الا أن شريحة السجناء والمعتقلين السياسيين وعوائل الشهداء يبديان عدم الرضا من المادتين 107/108 عادّين الامر انه لا يعدو كونه التفافا على امتيازاتهم المعنوية وفيه مصادرة لبعض حقوقهم لاسيما تلك التي نص عليها قانونا مؤسستي السجناء والشهداء وتجاوزا لقوانين العدالة الانتقالية التي ضمنتها الأعراف الدولية بتعويض الضحايا وتقديم المجرمين للقانون انطلاقا من اطر تحفظ السلم الأهلي والمجتمعي وعدم الانزلاق الى التعامل الثأري بهذا الملف الحساس .
ان من معالم كل مرحلة جديدة تأسست على تبدل الأنظمة الشمولية لا يجب أن تغفل العوامل المهمة التي ناضلت من أجلها وإبرازها للأجيال القادمة ولكي تكون تضحيات الشعب ماثلة في الأفكار والعقول والضمائر ودليلا ساطعا على وحشية هذه الأنظمة .
فالحفاظ على الإرث الجهادي للأمة والشعب واجب وطني وانساني على كل من يتصدى للحكم !!! وأيّ إرث تكتنزه ثنايا أرض الرافدين من قوافل شهداء لن تنتهي حتى بانتهاء النظرة الشمولية والحزب القائد بدءا بالإعدامات العشوائية الى قمع الانتفاضة الشعبانية المباركة وحتى صفحة الغرابيب السود والفكر الوهابي المنحرف , ولتكتب سطورا من نور تلك التضحيات الجسام لشعب أيقن أن محاربة الظلم هدف سماوي والتزام اخلاقي لا يجب أن يعامل باسدال الستار على تلك الرمزية والعنوان الشريف المتمثل بشريحة الشهداء والسجناء والصرحين الكبيرين مؤسستي الشهداء والسجناء او ان يحذف من المخاطبات الرسمية عبارة رئاسة مجلس الوزراء فالشرف كل الشرف لمن يحمل هذين الاسمين المباركين .
Post Views: 3٬518