عبد حسن المسعراوي ..
سمعنا الكثير من المصطلحات البديهية في الحروب ففيها المنتصر والخاسر وفيها لا غالب ولا مغلوب واسباب اندلاعها كثيرة والمصالح هي القاسم المشترك الاكبر في اوارها . نسمع عن الحروب السهلة بنتائجها ونجد على الجانب الاخر الخطيرة والصعبة ومنها حرب العصابات الا اننا لم ولن نجد حربا اخطر واقذر من التنظيمات الارهابية المتمثلة في القاعدة والنصرة وداعش والتي تقوم باعمال يندى لها جبين الانسانية وتكتبها صحف التاريخ خجلى مع علمها بالامتداد الزماني والمكاني والعقدي للنزعة العدوانية والاجرامية بكل ما للكلمة من معنى .
واذ يسجل التاريخ اروع الصفحات في انتصار العراق على شراذم الخط المنحرف والعصابات الداعشية والتي سعت وتسعى الدوائر الاستكبارية في العالم الى احتضانه وامداده بكل الوسائل المتاحة وايكال المهمة لهم في تفريق امر الامة واللعب على حبال الطائفية البغيضة ظنا منهم بجني الثمار والسيطرة على مكامن قوة الامة ووحدتها وعزتها .
ان انتصار العراق لم يكن انتصارا سهلا وفق السياقات العسكرية بل متصلا اتصالا مباشرا بوعي الامة والمجتمع العراقي بكل نسيجه الملون من خلال رفضهم للارهاب الاعمى الذي لم يفرق بين عراقي واخر من بين المكونات المتآخية والتي يجمعها حب الوطن ومقدساتهم وفاءا منهم لبلاد الرافدين .
ان من اهم ركائز النصر الكبير لعراقنا الحبيب تجلت بفتوى سماحة الامام السيستاني (دام ظله الوارف) في استنهاض وحدة الشعب ووطنيته والدفاع عن الارض والعرض والمقدسات والحفاظ على كامل التراب للوطن الواحد والنزوع الى ارض المعركة في محافظاتنا المحتلة التي اقتطعها الظلاميون بين ليلة وضحاها في غفلة من الزمن حتى أوشكوا أن يصلوا الى مركز الثقافة والادب والفنون عاصمة العراقيين بغداد الكاظمين عليهما السلام والاولياء الصالحين وكبار الشعراء والعلماء الاعلام .
انه نصر عظيم اختطت بشائره باقلام الركائز الاخرى ومحابرها الحمراء المتمثلة بابناء القوات الامنية ( الجيش العراقي الباسل والشرطة الاتحادية والرد السريع ) وبابناء الحشد الشعبي المقدس يدعمهم ابناء الشعب كافة بكل سبل الامداد والتجهيز التي تديم النصر في سوح الشرف والمنازلة حتى بان للعالم اجمع اصرار وعزيمة العراقيين على طوي صفحة الارهاب لتكتمل صورة النصر النهائي عسكريا ولتظهر التلاحم العالي بين هذه الركائز الاربعة ( فتوى وحشد مقدس وشعب متوحد وجيش باسل )
اننا ومن منطلق المسؤولية يجب ان لا نتهاون في الحفاظ على هذا النصر المبارك بديمومته والانطلاق نحو البناء الفعلي لمؤسسات الدولة والحكومة بشكل حضاري ومأسستها وفقا للقانون وحلحلة العقبات التي تحول دون ذلك والعمل على توحيد الصفوف على اسس المواطنة وابعاد ادارة الدولة والحكومة عن التجاذبات السياسية .
ان الارهاب الذي ضرب اطناب المعمورة لم يكن ليدوم في الياته وعمله الا بسبب الفساد المالي والاداري فكانا صنوين لا يفترقان , ولاجل ديمومة النصر يتحتم علينا مكافحة الفساد الذي اصبح في بعضه ممنهجا ونهجا للاضرار بالعراق والعراقيين, وعلى المسؤولين كافة ان يتخذوا من السبل القانونية اساسا ومنطلقا لكشف الفاسدين وارجاع اموال الشعب الى خزينة الدولة بتفعيل القضاء العراقي واصدار الاحكام القاسية بحقهم والضرب بيد من حديد ؛ لان الفساد هو الوجه الاخر للارهاب وسيجدون الرباعي المنتصر خير داعم لهذا التوجه الضروري في هذه المدة الحرجة التي يمر بها البلد .
Post Views: 3٬225