سالم هادي …
ما أجمل ان يتابع الاعلام مشكلات الناس وان يسلط الضوء على اسبابها وأن يدعو الى تجاوزها وحلها وان ينتقد المسؤولين المسببين لها .
انهاالحرية اذن التي نتوخاها والتي نسعى للوصول اليها والثبات عليها وهذه في الواقع هي مسؤولية الاعلام في كل الدول . والواضح ان الاعلام قد اخذ يمارس دوره بكل قدرة وثقه وراح ينتقد ويطالب ويطرح كل ما يريد طرحه دون خوف او تردد فقد مضى ذلك الزمن الذي كبتت فيه الحريات لما كان صدام يضع على كل فم ناطق كلباً للحراسة .
بيد ان للأعلام مسؤولية ومسؤولية الاعلام الاولى هي الكلمة كونه وسيلة اتصال جماهيرية لملايين الناس من المشاهدين والقراء والمستمعين اذن لابد من مراعاة هذه المسؤولية ولابد ان تكون هذه الكلمة على مستوى من الادب الرفيع حتى في حالة الطعن او اظهار عيب معين.
بيد ان الذي يحدث في الايام الاخيرة من تجاوزات على المسؤولين وعلى قرارات الدولة وعلى دستورها وعلى بعض المفاهيم والمصطلحات السياسية تخرج عن نطاق الاعلام وتنحدر الى مستوى متدن وهذا الذي يرفضه الاعلام كل الرفض ويذكرني هذا باستاذي الفاضل الدكتور (منير البكري) رحمه الله والذي كان استاذاً في مادة اللغة العربية في قسم الصحافة / جامعة بغداد حيث كان يؤكد على كل كلمة وكل حرف وكل شاردة وواردة حتى اصبحنا على يقين بانه ليس من السهل التجاوز والنجاح في مادة (دكتور منير) لانها تحتاج الى معرفه دقيقه لكل مفردة ماذا تعني ومتى وكيف تستعمل وكان (رحمه الله) يقول هذه الكلمة هي المسؤولية عن شخصية الاعلام وهيبته سواء كان في جريدة او مجلة او مسلسل او برنامج تلفزيوني ونحن طلبته لن ننسى ابداً ما اشار اليه استاذنا الجليل(رحمه الله) على اهمية المفردة ومسؤوليتها الكبرى حتى انه كان يقول ان هذه المفردة لطالما اعلنت الحرب بين دولتين .
قبل ايام وانا اتصفح بعض القنوات الفضائية باحثاً عما يدور من انباء فاجأتني وهي تقدم احدى البرامج المتردية والتي يقدمها شخص جاهل تماماً لرسالة الأعلام وكان يفسر للمشاهدين كلمة –التكنوقراط- بانها عملية معاشرة بين الرجل والمرأة والاكثر عجباً انه قام بقطع بعض احاديث المسؤولين وتوظيفها بما يخدم طرحه المتردي يساعده في ذلك عدد من الاشخاص البعيدين كل البعد عن الاعلام خلقاُ وخلقاً محولين البرنامج الى لون من السخرية المرة الغير ملتزمة والبعيدة عن ادب الكلمة وأقول ان هذه الكلمة انما هي يد وفم ورصاصة ودم يجسدها الاداء الملتزم والمسؤول للاعلام .
لست مدافعاً في مقالي هذا عن مسؤول او قناة اعلامية ولكني مدافع عن مسؤولية الكلمة كيف يجب ان تطرح وكيف يجب ان تكون وان تستخدم … وفي حالة تجاوز الكثير من القنوات لابد ان يكون هناك رادع واستجواب ومعاقبة لكي يؤدي الأعلام رسالته وبالشكل الذي يجب عليه ان تكون.
Post Views: 3٬097