أزمة الهوية الوطنية

0
2687

فاضل الحلو ……

الهوية الوطنية بمفهومها العام هي الحفاظ على كل مكونات وقيم وتقاليد ونظم مجتمع يحمل أفراده الجنسية نفسها وفق مبدأ أخلاقي نص عليه الدستور والسماح بالاختلاف والرأي الآخر إن لم يمس الاختلاف سيادة الوطن مع الاعتراف بأن تربية الأجيال على حب الوطن وحبها له والتضحية للحفاظ على مكتسباته وهويته هي مسلمات لا تقبل التفاوض وتقديم التنازلات.

السؤال الذي نضعه اليوم على طاولة الحوار .. الشرائح التي نهضت من تحت ركام سنوات المحنة ( السجناء السياسيون مثالاً) ذات الهوية الوطنية التي تركت بصمتها عالقة في الاذهان لتعيد لنا مراراَ وتكراراً وقوف هذه الفئة بوجهِ اعتى دكتاتورية شهدها التاريخ الحديث بكل متناقضاته الا وهي دكتاتورية البعث .. دكتاتورية الحزب الواحد التي شرعنت الطائفية بكل مسمياتها ومازالت بعض الابواق الاعلامية تمجد بها وتحاول سلب الفئات ذات الهوية الوطنية هويتها باعتبارات ساذجة بانها افرغت ميزانية الوطن .

برنامج بصراحة الذي يبث على (قناة دجلة) وطعنه المستمر بشريحة السجناء التي تُعَدٌ صوت العراق الثائر ضد الظلم ، صوت العراق الواحد من شمالهِ لجنوبهِ ، صوت من لاصوت له في ذلك الزمن لتاكيد ان الهوية الوطنية مازالت تتنفس عبق الحرية.

هل يعلم مقدم البرنامج ان هذه الشريحة ومن خلال الارقام المتوفرة ان حقوقهم التي نص عليها القانون لم يصل منها الا (7%) ؟وهل يدرك ان اغلبهم قد تجاوز الستين عاماً وهو بلا مأوى بعد ان صادر النظام البعثي الفاشي امواله المنقولة وغير المنقولة.

هنا اكاد اجزم بسقوط الهوية الوطنية للبرنامج ولمقدمه كونه ادخل نفسه في اشكالية غياب المعلومة الصادقة التي يجب ان يتحلى بها المتصدي للاعلام الوطني الحر، اضافة لذلك عدم تفريقه بين الجاني والمجني عليه .

ماتقدم يقودنا الى ان هناك ضبابية بشأن مفهوم تلك الشرائح الوطنية،فقد فسر مقدم البرنامج هذا المفهوم وفق مايتوافق مع مصلحته وتوجهه وبالتالي اوقع نفسه في تفسيرات تتبع أهواءه الشخصية، هذا من جهة ومن جهة أخرى ما قدمه ضيف البرنامج رئيس مؤسسة السجناء السياسيين (وهو سجين سياسي سابق) من اجوبة وادلة اكدت ان الهوية الوطنية التي تحملها هذه الشريحة تقضي على كافة التُرهات التي تم طرحها من ناحية افراغ ميزانية البلد وما الى ذلك من حجج واهية اراد من خلالها سلب الهوية الوطنية لهذه الشريحة المجاهدة.

ختاما:الهوية الوطنية موجودة ولكن الولاء الوطني لدى البعض هو الغائب وذلك بسبب الولاءات والتخندقات الشخصية من خلال التبعية ودفع الاموال، لذلك نرى ضعاف النفوس من يتواجدون في هذا الصنف والذي ثبت رسوبُهُ في مادة التربية الوطنية وفي الدفاع عن صوت الحق .



ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here