مسيرة الخطى الوئيدة إلى أين

0
1076

سالم هادي …
بلدي مهد للحضارة , فأرضه أنجبت علماء للشرع والدين والعلم والأدب وفيه شرعت جملة من تعاليم السماء صار الناس في ظلها سواسية كأسنان المشط .
وجميلٌ ـ عراقي ـ كجمال يوسف وعفيف كعفته ولكن عيون القبح لا يروق لها الجمال , وثوب العفة لا يروق لمن لا يعي معاني الكمال ولا أحد ينسى تأريخنا الصعب وسنواتنا العجاف أيام ذلك النظام اللانظام .
لما كانت القصيدة موتٌ ومصيرٌ محتوم وكذلك الرأي والكلمة ويكون قد تهيأت للموت بخنجر الحرف , فما عليك إلا أن تخلع رأسك وتريق بقايا إحساسك لأنك حين تجمع افكارك ومنطقك ومسمعك يحكم عليك بالتجمع المشبوه , فما عليك الا السيرُ أجوفَ صامتاً فالصمتُ في اوطاننا كان حكمة فالكل ُ ينتهج الصمت ليحيا , وحتى القرآن اذا اردت قراءته فما عليك إلا قراءة ( وأطيعوا الله ورسوله وأولي الأمر منكم )و لا تقرأ ( تبت يدا ابي لهب وتب ) فسوف تحكم بالسجن ومصادرة القرآن لأنه يحرضك على الشغب .
ومرت الأيام وتحقق الذي كان في الاحلام وسقط النظام , واصبح الرأي والكلمة والقصيدة حقا مشروعا يعامل بالأحسان وتشكلت وزارة لحقوق الانسان , ولكن متى يكمل البنيان يوما تمامه , فلا استقامة لكل صراط , خطى متعثرة ومسيرة عرجاء فرضها الواقع لما يعانيه من اوجاع شتى انتهت للذي ما كنا نرجوا ان يكون فلا قيادة . فالقيادة هي لون من التضحية والتي تعني الموت كي يحيا الآخرون وهي صفة لا تكون الا عند من استجمعت عنده مراتب الأستعداد , واعترف الحاضرون بفطنته وأساليب قيادته فهل تستشف في سلوك الحاضرين صفة القيادة . ؟
ما أرسل الله الانبياء والرسل , وما هيأ الاسباب للبعض من الناس للارتقاء الى مواقع الصدارة الا لأجل مهمة اصلاحية – تربوية – تعليمية أرادها الله ان تكون سببا في توجيه الناس صوب الاستقامة والسلوك المعتدل .
ولهذا اذا ما استعراضنا التاريخ تجدُ ان لكل حادثة حديث ولكل نبي قصة يستشف المرءُ منها المعاني في الجهاد والصبر والحث على الصمود والمقاومة , لذا تعددت قصص الانبياء لتكون مصدراً للألهام والعلم والمعرفة , رغم ما لاقاه الانبياء من صعوبات شتى ومعاناة كبيرة في عملية التوجيه هذه , مع كثرة مداراتهم للمعاندين من أجل حثهم ونقلهم الى جادة الصواب .
تجري سنوات العمر ولكن بلا أثر فلا فرق بين ما كان وأصبح , فالنتيجة واحدة والهمة المريضة هي ذاتها الراسخة والتي تأبى التحول من مسيرة الخطى الوئيدة الى سلوك الهمة والنشاط فلا تغيير ، وتعددت الأحداث ففي كل ساعة حدث يجري بما تشتهي انفس المتنازعين غير آبهين بما يترتب عليها من الفواجع الناتجة من التكليف بغير المقدور والذي هو بيان لثبوت عجزهم وعدم قدرتهم على قيادة البلاد بالشكل الذي يؤدي بها إلى بر الأمان وصوب البناء والأعمار .
فما بقي إلا أن يحاسب ُ المسؤولُ ذاته وأن يرتقي بنفسه الى مستوى المحاسبة , وان َ ذاته تحاسبُ ذاته , وتلومها وتعترف بما ارتكبته من مواقف تخالف النزاهة والتي لا يعملها الا الله ، وهو وان يسجد امام دكة ضميره , أمام دكة قضائه , مقرا معترفا بذنبه ، وشعوره بالندم يحفزه على البكاء مطالبا بالقصاص العادل لنفسه فإن كان الأمر كذلك كان بها وإن لم يكن كذلك ف ( قفوهم أنهم مسؤولون ) .

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here