
حكمت البخاتي …
تجربة الحصار في حياتنا مريرة ومعهودة وليست عنا غريبة وكانت لكل منا أساليب خاصة وعامة في مواجهة كل أنواع الحصار التي مررنا بها ، أساليب تتصف بالايجابية لأنها أبتكرت من أجل الحياة التي كانت تستهدفها تلك الحصارات وكان العراق قد مر في تاريخه المعاصر بعدد من أنواع الحصار.
فقد بدا الحصار الثقافي في سبعينات القرن العشرين في ظل نظام البعث الدكتاتوري فمنعت الكتب وصودرت ووضعت علامات استفهام حمراء عليها في مدارج المكتبات العامة.
ثم بدأ الحصار السياسي الذي أعقب الحصار الثقافي في ثمانينات القرن العشرين ومنعت الأحزاب والتنظيمات من العمل السياسي في العراق وضيق نظام البعث على الحريات السياسية والفردية.
حتى اذا بدء عقد التسعينات من القرن العشرين فرض الحصار الاقتصادي على العراق وكان الثمن فيه مكلفا فقد أعقبه سقوط الدولة العراقية بواسطة ماعرف حينها بظاهرة الحواسم والفرهود والتي جاءت تعبيرا عن آثار هذا الحصار المقيت.
وما أن دخلنا القرن الواحد والعشرين حتى بدأ نوع آخر من الحصار في العقد الأول من هذا القرن واستمر الى العقد الثاني وهو حصار لم يعهد في تاريخ العالم الحديث انه الحصار الارهابي أو الحصار الوهابي فقد بدت شوارعنا خالية الا من المظاهر القتالية ومدننا تسكنها أشباح الموت ومفخخاته .
وها نحن في العقد الثالث من القرن الواحد والعشرين ندخل ولكن لسنا وحدنا هذه المرة بل كل العالم معنا في حصار كوني هو حصار كورونا .
لكننا لا نعدم الوسيلة في ابتكار أساليب المواجهة معه هذا اذا كنا نؤمن بالحياة أنها هبة من الله تستحق الدفاع عنها والمحافظة عليها فالله غدا يسألنا عن حقوقها وحقوقنا في الدفاع عنها استنباطا من فكرة دينية أصيلة وهي حرمة الانتحار وأنه من الكبائر.
Post Views: 2٬184