مندوبو الـ (WHO) في حيّنا

0
1997

د.حميد الطرفي …
بعد عودتي من الدوام هذا اليوم 15/4/2019 وحين كنت مستلقياً على ظهري أروم الاسترخاء قليلاً طُرق الباب بقوة فقمت مسرعاً واذا بشابٍ وشابةٍ على الباب ،
– تفضلوا
– نحن من منظمة الصحة العالمية نقدم لكم فحصاً مجانياً لماء الإسالة وما الـ(RO) لاكتشاف المواد المسرطنة .
– حسناً تفضلوا .
– لدينا أجهزة كهربائية ونحتاج الى نقطة توصيل و( گلاصين ماء ) شفافين واحد من ماء الإسالة واخر من ماء الـ(RO) ، فأسرعت الى إحضارهما وكلي شوق إلى رؤية هذا الفحص الجبار الذي تدعمه منظمة الصحة العالمية التابعة للامم المتحدة وذات السمعة العالمية المرموقة . وبدأت البنت الشابة بسرد القصة الحزينة مستفسرةً ومجيبةً لوحدها :
– انت تستخدم ماء الـ(RO) بـ( الدبة ) وهذه يجب ان تكون استعمالاتها لمرة واحدة ، التعقيم بمادة الاوزون يسبب مادة مسرطنة ناتجة من تفاعل البلاستك المصنوع منها الخزان مع مادة الاوزون ، مادة الاوزون من اكثر المواد سرطنةً ، نحن زرنا مستشفى كربلاء فكان عدد الاطفال المصابين بالسرطان خمسة آلاف وعدد الكبار ثلاثين الفاً في كربلاء وحدها كل هذا بسبب هذه المادة ، وانت تعلم – والكلام للست الشابة – نحن دولة مصب وليس منبع وكل ماء المجاري يصب على مجاري الانهار وكله مواد مسرطنة ، فماء الإسالة أيضاً مليء بالمواد المسرطنة ، كل ذلك وانا اهز برأسي ملتزماً الصمت ومفكراً بعمق وكأني قد تسرطنت الا قليلاً بسبب ما تقول ، والولد الشاب يفتح عدته ليخرج جهازاً كهربائياً صغيراً من حقيبته ويقول هذا جهاز يحلل الماء ويفصل الهيدروجين عن الاوكسجين ويعطي نسبة المواد المسرطنة في كل نوع من الماء ، وفي بضع دقائق انقلب الماء إلى لون أسود في كلا القدحين بنسبة متفاوتة ، فأدارت وجهها الست الشابة نحوي انظر هذا ما يستقر في بطون عوائلنا ، هذا ما يسبب لنا السرطان ، هذا الماء الذي نتناوله هكذا يتحلل بأجسادنا ، هذا حظ العراقيين ، هذا الضيم … هذا…. هذا … حينها أدركت أن هذا الحديث لا يتحدث به موظفو منظمة الصحة العالمية بحكم خبرتي وتعاملي مع المنظمات الدولية ومندوبيهم وتفحصت التحليل واذا به قطبا كاربون داخل الماء موصولان بالتيار الكهربائي وان العملية مزورة فبادرتهم بالسؤال :
– اين باجات منظمة الصحة العالمية ؟
– ليس لدينا هذه الباجات .
– من خولكم التجوال وسط الاحياء ودخول البيوت ؟
– لدينا تخويل من مجلس المحافظة .
– حسناً دعوني اراه ، ولما اطلعت عليه وجدته كتاب تسهيل مهمة لمندوبي شركة لبيع الفلاتر الخاصة بتصفية الماء صادر بتاريخ 2016م ، فأحرج الولد الشاب ولم يجد ما يبرر به هذه الفعلة الشنيعة فهو منتحل لصفة غير صفته وينشر الاكاذيب العلمية ويفزع الناس ويكذب على دائرة الصحة في كربلاء في عدد الاصابات السرطانية ، وكلها جرائم يحاسب عليها القانون انبتهما كثيراً وذكرتهما بالمحاذير القانونية لهكذا تصرف لكن الست ظلت تصر على انها خبيرة من خبراء البايلوجي وان ما رأيته في الماء عبارة عن خليط من المواد المسرطنة والسبايروجيرا ومواد مجهريه كشفها وأظهرها للعيان جهازهم العتيد الذي لا يعرفه العراقيون لأنهم ( جهلة ) كما تدعي وخرجت من الدار وهي تتحدث مع نفسها بعصبية بكل وقاحة دون حياءٍ او خجل لأني اعترضت على هذا النوع من التسويق السخيف للشركات ، طلبت الاذن بتصويرهما فرفضا ، دعوة للاجهزة المختصة لايقاف هكذا نوع من الدعاية لأنه لا يختلف عن الشعوذة في نظري .

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here