تخليد اسطوري لصناع نصرنا

0
1392


سعدون ابو العلا …

“بِسْم الله الرحمن الرحيم
” وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ ”
صدق الله العلي العظيم

،، في يقيني وفهمي المتواضع لهذه الاية الكريمة انها لاتخاطب المؤمنين المخلصين انما خاطبت المشككين بقيم الشهادة ، والذين قطعا عميت بصيرتهم فلا يشعرون بحياة الشهداء بينهم فاستخفوا ، فحق عليهم هذا القول ،، ويقودنا الى هذا المعنى دلالات النهي المؤنِّبة والمؤدِّبة في سياق الاية الكريمة ، وقوله تعالى ( لا تقولوا ) يعني الامر بعدم قبول القول انهم اموات ، وهذا يعني بلا شك ان هناك من كان يقول مستخفاً انهم اموات ، ومثلما يحدث اليوم ،، أما المؤمنون فهم مدركون لهذه الحقيقة بل موقنون ويشعرون بحقيقة حياة الشهداء بينهم ، ونحن بحمد الله نشعر بحقيقة حياة شهيدينا بيننا ، وان روحيهما الطيبة الطاهرة تحف بكم الان ايها السجناء السياسيون وبهذا الجمع المبارك من المؤمنين الصادقين والمجاهدين المخلصين .

ففي هذا اليوم نقف في رحاب هذه الذكرى العظيمة لاستشهاد القائدين العظيمين صانعا النصر العظيم والذي احتفلنا بذكراهما الرابعة قبل ايامٍ قليلة ، فنحن نحتفي اذن بذكرى النصر وذكرى صنّاعه بذات الايام ، ويرى العالم هذا التخليد المليوني الاسطوري لصناع نصرنا ، رغم انف الحلف الامريكي الصهيوني واذنابه ، ولأن شهيدينا عظيمان صنعا لنا نصرا عظيما ، وخرجا تحدوهما الفتوى العظيمة كما خرج الحسين عليه السلام لا أشراً ولا بطرا ، فانتصر دمه على السيف في واقعة كربلاء ، خالدا مابقي الدهرُ ودارت الايام ، وها نحن امام مشهدٍ كربلائي جديد ، فمرة اخرى ينتصر الدمُ في واقعة المطار ، ينتصر على همجية اميركا وكل بهرجتها ، واساطيلها ومسيراتها ، وقواعدها الجوية والبرية ، فتجد نفسها مهزومة مأزومة لايطفئ غيض هزيمتها الا الانتقام من رجلين لم تجد على وجه الارض اكثر منهما جلدا وصبرا وصلابة في مواجهة مشاريعها البغيضة ، ولا اكثر منهما ملكة وقدرة اسطورية بالوقوف امام وجهها القبيح ، ودحر وحشها الضاري ، الذي انتجته معامل السي اي اي ومختبرات الموساد ، لذا فهي جندت اقصى وأحدث مالديها لتنتقم لخيبتها ، ولخيبة حليفتها الصهيونية ، ولتعبر عن شعورها وشعور اذنابها المر ، بالخسارة والفشل والهزيمة النكراء ، الذي الحقاها ، جمال وفتى كرمان عليهما السلام ، بمشروعها الاستراتيجي الذي اعدته منذ ثمانينيات القرن الماضي .

وأننا اذ نتحرك بهذا الفهم وهذا الوعي فاننا نعتقد ان اهم التحديات اليوم ، امام محور المقاومة والممانعة – والذي نعدُّ انفسنا نحن السجناء السياسيون جذراً له وجزءا أصيلا منه – هو استمرار المناهج والبرامج الثورية المقاومة للمشروع الأميركي الصهيوني واذنابه في العراق والمنطقة ، وهو بذات الوقت مصداقُ الوفاء لدماء الشهداء ، حيث يعتبر استشهادهم منعطفا جديدا في حياة الامة المقاومة ، من اجل التاسيس لمستقبل رصين لاجيالها بعيدا عن عبث دول الاستكبار وتلاعب البنوك الدولية وصناديق الاستحمار ، وأن لا يجب القبول بعد اليوم ، باي نوعٍ من المساومات والتسويات ، واي نوع من الحلول والترضيات على حساب المشروع الاستراتيجي للامة في خلاصها الاكيد من براثن الامبريالية والمشاريع الصهيونية ، وامامنا ايضا مهمة التأكيد لجماهيرنا ان اميركا في اقدامها على فعلتها هذه ، قد اسقطت وبشكل غبي اهوج قواعد الاشتباك في الاعراف الدولية و التجارب الانسانية ، وانها قد فقدت بداهةً زمام المبادرة في هذه المواجهة ، وان المبادرة بايدينا الان في الثأر والانتقام ورد الاعتبار ، وتعتبر من حقوقنا الاساسية وفق الشرعة الانسانية .

فسلام على شهيدينا يوم ولدا ويوم صنعا نصرنا ويوم استشهدا ويوم يعودان احياءاً شامخين يقودون بارواحهم العظيمة الحياة الحرة الكريمة .

ترك الرد

Please enter your comment!
Please enter your name here